الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية عميره الصغيّر يكتب: عودة تمثال بورقيبة لشارع بورقيبة أو الشعوب التي لا تعيش الاّ في الماضي

نشر في  16 مارس 2016  (15:26)

على خلفية الحديث عن اعادة تمثال بورقيبة الى وسط العاصمة، وما اثاره من ردود أفعال متباينة كتب المؤرخ والأستاذ عميره عليّه الصغيّر ما يلي: 

أعتقدت كما اعتقد الكثيرون مثلي انّ ما حدث بداية من 17 ديسمبر2010 هو اشارة لدخول تونس مرحلة جديدة من تاريخها تبني على مكتسباتها و تفتح ابواب الأمل و الانتقال الى درجة حضارية أرقى، و هاهو الماضي يثأر و يبخر احلامنا. استنجاد ببورقيبة لتلميع صورة من اعادوا تمثاله و توظيفها لجلب الأتباع و اكساب مشروعية تاريخية لحاكمين هم فاقدينها.نعم بورقيبة رجل دولة و زعيم وطني و مصلح كبير و حداثي جريء قدم حكمه الكثير لشعبه ، لكن بورقيبة كذلك هو ذاك الحاكم المستبد وان دولته تحولت تحت أنظاره و بسبب تشبثه بالحكم و تضخم الذات عنده ، تحولت الى دولة البوليس و القضاء تحت الأوامر و المحاكمات السياسية التي لا تنتهي وتقييد الحريات و تزييف الانتخابات وتهميش الثقافة و أثمرت حكم جنرال من البوليس أوصل تونس الى حافة الهاوية... أمّا الأشنع في ثأر التاريخ هو عودة ماضي القرون الوسطى برجاله و بثقافته و بشيوخه و بمعمّميه و بمجلّبيه و بخرافاته وباساطيره و بأحلام الخلافة و عمر الخطاب و خالد ابن الوليد و بالسيوف و بالجلد و قطع الرقاب و الألسن...في وجوه جماعة الاسلام السياسي الذين يجرون البلاد للهاوية حتما... تمنينا لوكانت عودة بورقيبة ،للصادقين فعلا ،في قيم العقلانية و العمل و الوطنية و نظافة اليد و العداء لتجار الدين و جهلة قرون الظلام ...لا باعادة وجه بورقيبة و ادارة الظهر للمستنير و الايجابي في تجربته.