أخبار وطنية عميره الصغيّر يكتب: عودة تمثال بورقيبة لشارع بورقيبة أو الشعوب التي لا تعيش الاّ في الماضي
على خلفية الحديث عن اعادة تمثال بورقيبة الى وسط العاصمة، وما اثاره من ردود أفعال متباينة كتب المؤرخ والأستاذ عميره عليّه الصغيّر ما يلي:
أعتقدت كما اعتقد الكثيرون مثلي انّ ما حدث بداية من 17 ديسمبر2010 هو اشارة لدخول تونس مرحلة جديدة من تاريخها تبني على مكتسباتها و تفتح ابواب الأمل و الانتقال الى درجة حضارية أرقى، و هاهو الماضي يثأر و يبخر احلامنا. استنجاد ببورقيبة لتلميع صورة من اعادوا تمثاله و توظيفها لجلب الأتباع و اكساب مشروعية تاريخية لحاكمين هم فاقدينها.نعم بورقيبة رجل دولة و زعيم وطني و مصلح كبير و حداثي جريء قدم حكمه الكثير لشعبه ، لكن بورقيبة كذلك هو ذاك الحاكم المستبد وان دولته تحولت تحت أنظاره و بسبب تشبثه بالحكم و تضخم الذات عنده ، تحولت الى دولة البوليس و القضاء تحت الأوامر و المحاكمات السياسية التي لا تنتهي وتقييد الحريات و تزييف الانتخابات وتهميش الثقافة و أثمرت حكم جنرال من البوليس أوصل تونس الى حافة الهاوية... أمّا الأشنع في ثأر التاريخ هو عودة ماضي القرون الوسطى برجاله و بثقافته و بشيوخه و بمعمّميه و بمجلّبيه و بخرافاته وباساطيره و بأحلام الخلافة و عمر الخطاب و خالد ابن الوليد و بالسيوف و بالجلد و قطع الرقاب و الألسن...في وجوه جماعة الاسلام السياسي الذين يجرون البلاد للهاوية حتما... تمنينا لوكانت عودة بورقيبة ،للصادقين فعلا ،في قيم العقلانية و العمل و الوطنية و نظافة اليد و العداء لتجار الدين و جهلة قرون الظلام ...لا باعادة وجه بورقيبة و ادارة الظهر للمستنير و الايجابي في تجربته.